بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على الرسول الكريم وبعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أيها الإخوة الطيبون وإليكم هذا الموضوع الجديد
*هذه كلمات لا تحكموا عليها من خلال مظرها طبعا هي عبارة عن حروف فقط ولكن جوهرها يحمل دفئا وعطفا وأملا وهذا ما ساعدني وما زال يساعدني في حياتي على تجاوز وتخطي المحن، وتلك المشكلة التي تبدأ أساسا بما أعانيه من ألم وهذا الألم بنوعيه عضوي ومعنوي،وطبعا أنا موقن أن هناك من هم أشد مني ألما فسبحان الله هذه هي الحياة، فتلك الحياة مدرسة صعب فيها التعليم فالدروس لا يمكن تعلمها دون تجارب موضوعية وليست فقط نظرية، إن أهم مفتاح للتعلم في الحياة وعيشها وتجاوز صعوباتها مهما تعددت وتنوعت تلك الصعوبات هو مفتاح يتكون من شقين متكاملين فالشق الأول هو الصبر فكلمة الصبر صغيرة من خلال مظهرها ولكن جوهرها واسع فسيح لا حدود له وهذا لما تحمله من معاني عظيمة وهذا ما شهد به ربنا الكريم في كتابه العظيم حيث قال عز وجل في الآية 35 من سورة الأحقاف:
(فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ ) صدق الله العظيم، وطبعا هناك آيات كثيرة تحمل نفس المعنى، ونفس الشيئ بالنسبة لرسولنا الأمين عليه الصلاة والسلام حيث حث على الصبر في عدة أحاديث أذكر منها (عَنْ أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: "إذا أراد اللَّه بعبده خيراً عجل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد اللَّه بعبده الشر أمسك عَنْه بذنبه حتى يوافى به يوم القيامة" وقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: "إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن اللَّه تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط ) رَوَاهُ الْتِّرْمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.،أما الشق الثاني فهو الأمل الذي يتمثل في مجموعة من الأحاسيس التي تدفعنا إلى تجاوز المحن والتفاعل معها والتفاؤل بها، فمدرسة الحياة مليئة بعدد لا يحصى من التجارب وفيها ماهو يسير وفيها ماهو عسير ومن يفقد الصبر والأمل فقد فرط في حياته، فالحياة قدر مكتوب على كل مخلوق يعيشها مهما طالت أو قصرت فترتها وكل ثانية فيها غالية، فلذا علينا أن نوقن الهدف الحقيقي من حياتنا وأن لا نستسلم لمعاناتنا ونقاتل فيها بصبرنا وأملنا وأن نتجاوز الصعاب وننظر إلى الجانب المشرق دائما لأننا سواسية مادامت الحياة تدب فينا ومهما كانت أحوالنا وظروفنا فلا فرق بيننا إلا بالتقوى، فأسأل الله الهداية والثبات والنجاح والنجاة في الدنيا والآخرة وختاما السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.