بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخترت هذا العنوان بعدما استفزّني واقع مرّ، لطالما تكرّرت مشاهده في التاريخ وأمام عيناي.. إنه واقع أبناء الزعماء،
أبناء المصلحين، أبناء قادة الأمة -إلا من رحم ربي- واقع يندى له الجبين.. ربما ترونني مبالغا،
لكنها حقيقة مرّة يجب التنبيه عليها، رغم صغرها إلا أنها جائحة تأتي على الأخضر واليابس
لأنه مشكل ومرض فتّاك يستهدف المرجعية والقدوة مباشرة فيرديها قتيلة.. يفقدها المصداقية والثقة بين الناس،
ويخلخل موازين القسط في أوساط الأمة
ربما يبدو عملهم الإصلاحيّ التغييري فريدا من نوعه، لكن مع أبناء غيرهم ومع أفراد المجتمع ومؤسساته.. أما أولادهم المساكين؛
لو صادف أن سألت أحدهم: ما حظّك من أبيك؟ فسيجيبك بجواب مرّ جدا: أبي لم يتفرّغ لتربيتي،
لم يعرني اهتمامه كما يتقن الاهتمام بالآخرين، لم أظفر بأوقات كافية للحوار والنقاش برفقته،
لم أجد منه أباً حنونا وصاحبا صادقا.. نعيش الغربة في حضرته، وكأنه لا أب لنا إلا انتسابنا الطبيعي إليه
تركنا في دروب الحياة: ظلام تتخلله أضواء، نكاد لا نفرّق فيه بين ناصح أمين أو ذئب لعين..
ولا ندري: كيف سيكون مستقبلنا؟ وهل نحن في الطريق الصواب؟
هنا يجدر بنا أن نتساءل عن مسؤولية ضياع تلك البراءة؟ أهي مسؤولية المجتمع الذي لم يعن القائد في تربية أولاده،
باعتبار أن المصلح مشغول بهموم أمته؟ أم هي مسؤولية ملقاة كلّية على المصلح نفسه: أن يبدأ بمن يعول،
مهما تشعّبت مشاغله فالأولوية لأهل بيته ولنفسه.. وأيّما خلل هناك فإن الوبال سينزل عليه وعلى عائلته
وسيخسر نفسه ويخسر دعوته، ويفسد بذلك ما بدا أنه كان يصلحه،، وبذلك يفقد الناس الثقة بمرجعيتهم وقدوتهم
معادلة صعبة، ورهان غير ضامن.. لكنها الحقيقة لكلّ ابتلاه الله بأن وضعه في مقدّمة الركب، وفي أعين الناس قدوة وإماما
لاحظوا الترتيب المعجز في الدعاء الوارد في أواخر سورة الفرقان؛ حيث يقول رب العزّة والجلال:
{ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا }
فصلاح الزوج والذرية قبل إصلاح المجتمع، والله أعلم.. اللهم وفقنا لأحسن القول والعمل، آمين
منقول]