1-
تعريف الوسواس :
يعرفها المعجم الموسوعي في علم النفس بأنها : فكرة أو عاطفة تفرض نفسها تلقائيا على الشعور، لا يفلح المرء بأن يتخلص منها، مصطلح الوسواس الذي أدخله إلى الطب النفســي جـ. فاتره في دراسته الهذيان المزمن المنظم ذي الآلية التفسيرية Folie Raisonnante (1866) يبرز سمة الإلحاح لأفكار تحاصر شعور الفرد الذي يعترف أنها عبث و غير سوية، و المقابل الألماني Zwangsvoistelling، أي الامتثال القاسر الذي استخدمه د.ويستفال (1877).
2-
تعريف القهر :
تعرفه موسوعة علم النفس بأنه اضطرار و هو اتجاه إلى إنجاز ز بعض الأعمال و إلى تكرارها، و الإضرار فعل يتميز بأربع معايير : الفظاظة بالنسبة إلى الأفعال الجارية، اتجاه إجباري للتكرار، وظيفة الانفلات من الخوف المقلق، مما قد يحدث إذا لم ينجز الاضطراب الذاتي للتوتر العضلي، أي عدم التطابق و عدم الانسجام مع مجمل تنظيم الأنا.
3-
تعريف الوسواس القهري :
يعرف المعجم الموسوعي للتحليل النفسي بأنه يتجلى في صورته النموذجية من خلال الأعراض التي يطلق عليها اسم الأفكار الحوازية أو الهجاسية، و اللجوء إلى إتيان حركات أو أعمال طقوسية، لا ينال المريض منها أي سرور، و لكنه يؤديها قهرا، و لهذا فإن المترجم الإنجليزي للمصطلح الألماني لهذا المرض، ترجمه كذلك إلى العصاب القهري باعتبار هذه الخاصية قهرية فيه، و هذا ما يوحي به المصطلح الألماني، حيث كلمة Zwang تدل على القهر على المستوى الفكري في الهجاسات، و الوساوس التي تتملك المريض و تأتيه قسرا، و على المستوى الفكري في الأفعال، التي يقوم بها اضطرارا.
4-
الفرق بين وسوسة النفس و وسوسة الشيطان و الوسواس القهري :
1.وسوسة النفس : فهي خبرة عادية لكل الناس، فنفس كل واحد توسوس بأن يفعل ما تميل إليه نفسه و تشتهيه، فإذا كان هذا الإنسان صاحب ديانة يلتزم بها فإن عليه أن يقاوم وسوسة نفسه، بحيث تكون أفعاله في إطار ما يحل دينه، فوسوسة النفس لا يمكن بحال من الأحوال أن تتعلق بمواضيع مقززة أو مرفوضة أو على الأقل غيرمحببة للنفس، و هي بالتالي لا تسبب ما تسببه الأفكار الوسواسية القهرية من قلق و انزعاج الشخص.
2.وسوسة الشيطان : فأمر يؤمن به المسلم، لأن الشيطان عدو للمسلم في أمره كله دينا و دنيا، ووسوسة الشيطان تختلف عن الوسواس القهري، فالشيطان يوسوس في حدوث قدرته التي يسمح له الله سبحانه بها، و هي محدودة، و في مقدور كل بني آدم أن يتغلب عليه بذكر الله عز و جل، و الاستعاذة به سبحانه و تعالى، و أما مواضيع وسوسة الشيطان فتأخذ شكل التعطيل عن فعل الخير، و عن أداء الفروض الدينية، و كذلك الإغواء بمعنى تزيين الشر في عين المؤمن، و لا يعني تزيين الشرفقط بيان وجوه المتعة أو الجمال فيها،وإنما تزيينه أيضا من حيث جعله يجوز للشخص بسبب ظروفه أو خصوصيته عند الله، أي أن الشيطان يخدع الناس فيبين الشر لهم خيرا، و هذه نقطة هامة لأنها تؤكد اختلاف ما يوسوس به الشيطان عن الوسواس القهري، و تجعل وسوسته قريبة في موضوعاتها من وسوسة النفس، و هناك نقطة أخرى في غاية الأهمية، و هي أن وساوس الشيطان تختفي بعد الاستعاذة بالله.
3.الوسواس القهري : و من أهم ما يميز الأفكار فيه أنها مناقضة لطبيعة الشخص تنفره و تزعجه وترعبه، و يحس اتجاهها بالقلق و لا تكفي الاستعاذة بالله للخلاص منها و قد يكون المريض معرضا في نفس الوقت لوسواس النفس و وسواس الشيطان، و اضطراب الوسواس القهري على أساس أن الوساوس مختلفة المنشأ على ثلاث أنواع منها نوعان في حدود مقدرة الفرد، أي انه يستطيع التخلص منها بما يتعلمه من دينه إذا أراد و انتبه و استعاذ بالله، و التزم بقواعد ما يقربه من الله، و هما وسوسة النفس و وسوسة الشيطان، و لكن اضطراب الوسواس القهري شيء مختلف فيه، القهر أهم من الوسوسة و هذا النوع خارج عن حدود مقدرة الشخص و ليس الشيطان دور فيه.
5-
سمات الشخصية الوسواسية القهرية :
هناك سمات تتميز بها شخصية الوسواسي و هي كما يلي :
•تتميز بالمبالغة في الاهتمام بالنظام، و التمسك بقيم ثابتة، و ضمير حي تمام، و بتسلط أفكار وسواسية غريبة على عقولهم، و هذه الوساوس نوع من العصاب القهري لا خيارللإنساق بها لأن المريض لا يعرف لها سببا.
•و يتصف بالإشعال الكامل بالكمال، أو الخلو من العيوب، إضافة إلى التركيز على التفاصيل و عدم المرونة، مما يفسد علاقاتهم الاجتماعية، فيصرون على فعل الأشياء بطريقتهم بدلا من التسوية أو الحلو الوسطى، مع ميل للبخل في النواحي المالية، و يجدون صعوبة في اتخاذ القرارات و صعوبة في التغبير عن المشاعر، و حتى الاستمتاع بالنشاطات السارة.
•كما يتميز الشخص الوسواسي، بالاهتمام بالتفاصيل و الحساسية الخلقية المرهقة و الشكوى من بعض الاضطرابات مثل القلق النفسي، التوهم من العلل البدنية، بالإضافة إلى اختلال الأنا و الشعور بالتغير في النفس، و أحيانا الإحساس بأن العالم قد تغير و الشكوى من الأمراض السيكوسوماتية، كما يتميز بالذكاء و سرعة البديهة و كثرة الشك
6-
أعراض الوسواس القهري :
يمكن أن تصنف أعراض مرض الوسواس القهري إلى سلوكات كما يمكن أن تكون أفكارا و دوافع أو أن ترمز لأحداث أو أعمال مستقبلية و يمكن أن تعبر عن رغبات و أمنيات أو أساليب حماية ضد هذه الرغبات، و بصورة عامة قسم بعض الأخصائيين في الطب النفسي الأعراض الإكلنيكية لمرض الوسواس القهري إلى ما يلي :
الفكر التسلطي : في هذه الحالة تعاود المريض أفكار مزعجة غير مرغوب فيها تتحكم في عقلـه وتسيطر عليه، و من هذه الخيرة ما يثير الرعب في نفس المريض.
الاندفاع : في هذه الحالة يشعر المريض أنه مدفوع ، أن هناك رغبة جامحة غير راض عنها و يحاول مقاومتها، و لكنه لا يستطيع ، و غالبا ما تكون هذه الاندفاعات في شكل عدواني أو انتحاري، حيث يشعر المريض مثلا برغبة ملحة بإلقاء نفسه من الطوابق العليا.
أفكار تذكرية (إجترارية): و هي كالأفكار التسلطية، إلا أنها غير غريبة على المريض، فهي جزء من
تجاربه السابقة، تبعث من جديد، وقد تكون هـذه الذاكرة كلمة تـردد في ذهنه باستمـرار أو حادثة سابقة.
الصور : و هنا تسيطر الصورة كاملة يراها المريض مرسومة في ذهنه، تسبب له إزعاجا و ضيقا، فترسم لديه صورة عزيز قد دهمته سيارة و هيهات أن يتحقق له الخلاص من هذه الصورة المزعجة.
المخاوف القهرية : التي لا يستطيع المريض بالوسواس القهري مقاومتها أو التغلب عليهـــــا رغم علمه بان المر لا يدعو للخوف مثل السيدة التي ترغب في طعن ابنها بالسكين فـــيتولاها فزع إذا رأت السكين، و صادف ان ابنها بجوارها.
الأفعال القهرية : فتحتوي على الحركات و المناشط التي يجد الفرد نفسه مساقا لعملها، كغسل الأيدي مرات أو عد العمدة في الشوارع أو عد درج السلم أو المشي على مكان مرتفع أو لمس الحائط أو البصق في الطرقات.
الأفعال القهرية المضادة للمجتمع : مثال ذلك السرقة القهرية من غير أن يدري المريض سببا لذلك أو حقيقة الواقع الذي يدفعه من غير أن يكون في حاجة لما يسرق، و قد دلت دراسات ان الأشياء المسروقة لها صلة بالدوافع التي تسيطر عليه، و نجد كذلك من هذا الصنف من الفعال القهرية المضادة للمجتمع ، إشعال الحرائق القهرية يقوم بها المريض دون معرفة للدافع أو الهدف منها، و يشعر بالراحة و السرور بعد إتيانها بالرغم مما تسبب من أذى للآخرين.
الضمير الحي الزائد، و الشعور المبالغ فيه بالذنب، الجمود و عدم التسامح.
التفكير الخرافي البدائي، و الاعتقاد في السحر و الشعوذة.
الانطواء و الاكتئاب و الهم، و سوء التوافق الاجتماعي، و محدودية الميل و الاهتمامات.
التأكد المتكرر من الأعمال، و المراجعة الكثيرة بسبب الشك المتطرف.
7
-أسباب الوسواس القهري: أسباب المرض بشكل عام غير معروفة على وجه الدقة، و لكن توجد عوامل كثيرة تؤدي إليه و هي كالتالي:
العوامل البيولوجية :
1-اضطراب نسبة النواقل العصبية في الفراغات الموصلة بين خلايا الدماغ، و أهمها مادة السيروتونين Serotonin التي أثبتت البحوث أنها المادة الأهم في هذا المرض، فانخفاضها في هذه الفراغات الموصلة تؤدي إلى الكثير من الاضطرابات كالوسواس القهري و الاكتئاب، و أمراض القلق الأخرى، و استحوذت هذه المادة و نواتجها كمادة ال (HiAA-5) على جل اهتمام الباحثين نتيجة التغيرات الكثيرة التي تحصل فيهما، في سوائل الدماغ و خلاياه، و مادة أخرى مهمة هي الأدرينالين أو الابينيفيرين و التي تشير البحوث إلى أن اضطراب نظامها له علاقة بنشوء أعراض الوسواس القهري.
2-الصورة الإشعاعية للدماغ (المقطعية و الرنين المغناطيسي) أثبتت وجود اختلال بوظائف بعض فصوص الدماغ(الفص الأمامي)، نواة الكودات و مناطق أخرى، كما أظهرت الفحوصات المتقدمة والمعقدة مثل PET وجود نشاط مفرط في عمليات الايض و تدفق الدم في بعض المناطق الدماغ، الأشعة المقطعية و الرنين المغناطيسي يظهر أيضا وجود ضمور في بعض الأجزاء الداخلة و العميقة فـي الدمـــاغ
3-الوراثة : أثبتت كل الدراسات أهمية العامل الوراثي في هذا المرض، إذ تصل نسبة الإصابة في أقرباء المريض من الدرجة الأولى إلى ما نسبته 35%، كما أن دراسة التوائم أثبتت أن التوائم المتماثلة أكثر بكثير مما هو عليه الحال في التوائم الغير متماثلة، فهذه الوراثة تغرس ف الطفل حب نفسه و إيثارها على الغير لدرجة كبيرة و حتى إذا ما كبر كان رجلا يكون محبا للعزلة فبدفعه هذا إلى اتجاهات سلوكية شاذة يأباها المجتمع، و هي إما أن تبدو واضحة أو تبدو ملتوية في شكل اضطراب نفسي، فتنتقل العلة من نفسية إلى عقلية.
العوامل النفسية :
إن اضطرابات الوسواس القهري تمثل تثبيتا على المرحلة الشرجية التي تبدأ بين السن الثانية أو الثالثة، و في هذه المرحلة يستطيع الطفل أن يتحكم بالعضلات الإرادية، و من ثم فهو يستمتع بعملية إخراج الفضلات كونه يتحكم بها، و في هذا السن بالتحديد تبدأ التربية على النظافة، و على الطفل أن يتعلم كيفية تأجيل إشباع دوافعه و السيطرة على الحاجات الدفاعية، فإذا لم يحظ الطفل بالإشباع في هذه المرحلة من خلال التربية الصارمة على النظافة من طرف الوالدين، فإنه من الممكن أن يحدث تثبيت. و بهذه الطريقة يمكن للرغبة الحقيقية أن تظهر بصورة معاكسة على شكل نظافة زائدة عن الحد.
العوامل السلوكية :
يعتبر الوسواس القهري شكل من أشكال الخوف، فعندما يعاني مريض مثلاً من الخوف المرضي من أن يلحق بنفسه الاتساخ ، فإنه سوف يواجه هذا الخوف، و يتغلب عليه من خلال غسيل ليديه و من خلال هذا السلوك يتم تخفيض القلق، و من ثم يتم تكرا ر هذا التصرف لأنه من خلاله يتم تجنب حدوث القلق أو الخوف من جديد، و من خلال ذلك يظهر الوسواس القهري عوضا عن الخوف.
العوامل الاجتماعية :
التنشئة الاجتماعية الخاطئة و التربية المتزمتة الصارمة، و القسوة الزائدة على الأبناء و الكره و النبذ و القمع و غيرها من الأساليب الخاطئة.. يؤدي إلى أن تكون تلك الأفعال نواة لظهور أعراض الوسواس لديه، و يؤكد علماء النفس أن ظهور العصاب القهري يرتبط بشكل عام بالحرمان من الحب و العاطفة و التقبل و خاصة في السنوات الأولى من حياة الطفل، فالآباء الذين لديهم سمات قهرية، يميلون إلى تشجيع أطفالهم على اكتساب هذه السمات .
8-
أشكال الوسواس القهري:
إن الأشكال التي يتخذها الوسواس القهري حسب هيلجـــرد هي :
أ- الأفكار الوسواسية التي تعاود الحدوث للفرد بإصرار و إلحاح، و في الغالب ما تكون أفكاراً غير سارة بل أفكارا مزعجة.
ب- أفعال قهرية أو استحواذية حيث يجد الفرد نفسه مساقا إلى تكرار بعض الأفعال أو الأعمال النمطية الطقوسية.
ج- خليط من الأفكار الوسواسية مع الأفعال الاستحواذية أو القهرية، كالاعتقاد بأن الفرد يحمل جراثيم المرض، مع الميل القهري لغسل اليد باستمرار.
و لقد كشفت بعض الدراسات الحديثة عن الأشكال التي يتخذها الوسواس والقهر:
1-
الوسواس :
أ- الشكوك الوسواسية : و هي عبارة عن أفكار عن العمل الذي أتمه الفرد بأنه مازال غير تام و أنه غير دقيق، و لقد وجد هذا الوسواس عند 75% من مجموع المرضى، كأن يغلق الباب ثم يعود للتساؤل هل هو أغلقه معاً أم لا .
ب- التفكير الوسواسي : و هو عبارة عن سلسلة لا متناهية من الأفكار في الغالب ما تتركز حول أحداث المستقبل، وجد هذا النوع عند 34% من مجموع المرضى، فالمرأة الحامل يملأ فكرها هذا التساؤل إذا جاء طفلي ولدا، فلربما يذهب إلى مهنة تأخذه بعيدا، و لكنه قد يرغب في العودة إلـــي فـماذا أفعـل إذن، و هــكذا تــدور الأفكار في رأس هذه الحامــل.
ج- الدوافع الوسواسية : وجد هذا النوع عند 17% ،ومؤداه وجود دافع قوي للقيام بعمل ما، تتراوح هذه الأعمال ما بين الأعمال البسيطة و التافهة إلى الأعمال الخطيرة و الإجرامية، ففي حالة أحد المحامين كان يعاني من فكرة مسيطرة للقيام بالشرب من الحبر الموجود في الدواة.
د- المخاوف الوسواسية: و توجد عند 26% من مجموع العينة، حيث كانوا يخافون من فقدان السيطرة و القيام بعمل أشياء سوف تسبب لهم الحرج الاجتماعي، من ذلك ما قرره أحد المدرسين من أنه كان خائفاً أن يذكر أمام تلميذه علاقته الجنسية السيئة من زوجته.
ه- الصور الوسواسية : و هي عبارة عن صور ذهنية لأحداث وقعت، أو أحداث متخيلة، و يوجد عند 7% من العينة، من ذلك أن أما كانت ترى ابنها وقد جرفته مياه المرحاض كلما دخلت إلى حجرة الحمام .
2-
الأفعال القهرية :
أ- قهر الإذعان : يوجد عند 61% للقيام بأعمال قهرية، من ذلك ما قرره كاتب في التاسعة و الخمسين من عمره أن لديه فكرة وسواسيه بأنه يتملك وثيقة خطيرة في أحد جيوبه، و كان يعلم أن ذلك غير حقيقي ولكنه كان يتأكد المرة تلو الأخرى من ذلك بفحص جيوبه.
ب- القهر المنضبط : و يوجد عند 6% من المرضى، و ان يخضع أو يستسلم المريض لهذا النوع من القهر
و هناك مجموعة من ردود الأفعال القهرية التي يطلق عليها الهوس، من أهم أنواعها :
أ- الكليبومينيا Kleptomania : أو جنون السرقة، و يتميز بالرغبة العارمة في السرقة بغض النظر عن الاحتياج أو المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي .
ب- بيرومينيا Pyromania : أو جنون الحريق، و يتميز بالرغبة التي لا تقاوم في إشعال النار أو الحريق.
ج- دبسومانيا Dipsomania : أو هوس الكحوليات و يتميز بالرغبة التي لا يمكن التحكم فيها إلى شرب أو تناول الكحوليات.
د- نيمفومينا Nymphomania : هوس الجنس و يتميز بالرغبة الجنسية الزائدة لدى الإناث.
ه- هوموسايدل ماني Homasidalnania : هوس القتل، و يتميز بالرغبة القهرية في القتل أو سفك الدماء.
9-
الآليات الدفاعية عن الوسواس:
إن الشخص المصاب بالوسواس القهري يمارس عدة حيل دفاعية أو عمليات عقلية لا شعورية و من أهمها:
•
العزل Isolate : فالوسواسيون يعزلون أو يعزلون أو يفصلون مشاعرهم عن محتواها العقلي، حتى تنعزل أفكارهم الوسواسية عن جذورها الانفعالية، و ينتج عن ذلك نتانج مبالغ في عقلانيتها أو في جفافها العقلي أي تبني المريض لحياة عقلانية صارمة أو مبالغ فيها.
•
العكسية Réaction Formation : يظهر الفرد فيها خلافا أو عكسا لما يشعر حقيقة، أو ضد دوافعه الحقيقية، فالمصاب الذي يمارس قلقا شديدا إزاء النظافة، قد يكون لتغطية رغبة دفينة في أن يصبح قذرا أو جنسيا، كذلك قد ينظر للجنس على أنه عدوان أو قذارة على ذلك، فإن الحرص الوسواسي على الترتيب و التنظيم يحمي الفرد من العدوان أو التحطيم كل شيء يراه، و على ذلك فإن الاهتمام بالنظافة و الترتيب تمثله الحيلة العكسية ضد دافع نحو أن يصبح المريض قذراً، بينما النزاعات القهرية نحو قمع الانفعال أو متعة من الظهور أو نحو الرسميات تعد سلوكا عكسيا ضد دوافع شرجية سادية ناشئة عـن انحراف الطفل عن جهود الآباء في فرض تعاليمهم فـي قــضاء الـاجـة.
•ا
لإزاحة Déplacement : يستطيع العصابي أن يفصل الشحنات الانفعالية عن موضوعاتها (الأفكار الوسواسية) ثم يستحضرها إلى شعوره و يتحدث عنها ببرود مثل المراهق الذي يكرر أفعال وغير مقبولة في مناسبات معينة دون الشعور بالذنب.
•ا
لاستبدال Substitution : نقل الأهداف غير المقبولة، و إحلال أهداف أخرى مقبولة، ويستطيع عزل الأفكار بعضها عن بعض باستخدام ميكانيزم العزل، سواءً عن طريق إيجاد فاصل زمني بين الموقف و القهر الذي يولد منه أو باستخدام التعميم لإبعاد القهر عن مضمونه الخاص.
•
المحو Undoing: يؤدي دوراً رئيسيا في تشخيص العصاب الوسواسي، فالعصابي يأتي بفعل مضاد للفعل سواء كان في الحقيقة أو في الخيال، فهو يمحو فكرة بفكرة أخرى أو بتكرار الفكرة نفسها، و لكن بهدف مغاير مثل طقوس اللمس، فهذه الآلية تؤدي إلى حالة الشك القهري.
10-
العـــلاج: إن حالات الوسواس القهري كانت و لا تزال تمثل تحديا كبيرا و قدرتنا على علاجها كما أن العلاج يتطلب وقتا وجهدا مشتركا من الطبيب و المريض على حد سواء، و قد ثبت أن ربع الحالات فقط تتحسن و تشفى بالعلاج، و ربع الحالات تزداد تدهوراً رغم العلاج، أما النسبة المتبقية و هي تمثل نصف مرضى الوسواس القهري تقريبا فإن معاناتهم تستمر رغم العلاج، و أهم طرق العلاج النفسي المناسب لهذا المرض:
•
العلاج النفسي: تهدف طريقة التحليل النفسي إلى الكشف عن الأسباب و زلتها، و تفسير طبيعة الأعراض و معناها الرمزي و اللاشعوري. و يقوم هنا المعالج إثر ذلك بالشرح و التفسير و تنمية بصيرة المريض بالنسبة للمخاوف المصاحبة، و طمأنة و مساندة و تشجيعه على تجنب المخاوف و أيضا مساعدته في أن يتجنب المثيرات المسببة للوسواس مع إعادة ثقة المريض بنفسه و يستخدم التحليل النفسي طرقا متعددة للكشف عن هذه العوامل المسببة باستخدام التداعي الحر، زلات اللسان، التنفيس تفسير أحلام المريض.
•
العلاج السلوكي: يهدف هذا العلاج إلى تعديل سلوك المريض إلى السلوك السوي باستخدام عدد كبير من فنيات العلاج السلوكي، فيتم استخدام طريقة التحصين المنهجي، الكف بالنقيض و مضمون هذه الطريقة هي أن نعرض المريض ل صدمة كهربائية في حضور موضوع الوسواس القهري، و الطريقة هي أن يطلب من المريض أن يتخيل الموضوع المسبب للوسواس، ثم يقوم المعالج بإعطائه صدمة كهربائية يتم تكرارها من 5 إلى 20 مرة في الجلسة الواحدة.
•
العلاج البيئي و الأسري: تكتر أحيانا الأفعال التسلطية عند الأطفال بالقيام ببعض الأفعال الشاذة وهذه في الغالب تزول بمرور الوقت، و لكن لن يتم هذا الزوال إلا إذا راعى الآباء الفطنة و الحكمة في معاملة الطفل بعدم إعطائه الاهتمام البالغ أو التعليق أو العقا على هذه الأفعال لأن كثير من الأمهات والآباء كانوا السبب في مشاكل الأبناء و الإفراط في العطف و كثرة الاهتمام هذا عن العلاج الأسري، أما العلاج البيئي فيكون بتغيير مكان العمل أو السكن حتى يبتعد المريض الوسواسي عن مصدر الوساوس خاصة إذا كانت لها علاقة بالخوف من الأمراض أو التلوث أو الميكروبات أو طقوس حركية.
•
العلاج بالعمل واللعب: تستخدم طريقة العلاج بالعمل قي علاج الكبار، وذلك بتوجيههم إلى الأعمال التي يرغبونها، لاستنفاذ طاقاتهم في النواحي العملية حتى ينصرف المرض عن الانشغال بأفكاره المتسلطة فلا يعاود السلوك القهري، كما نستخدم طريقة العلاج باللعب لدى الأطفال حيث يؤدي إلى توسيع دائرة العلاقات الاجتماعية للطفل، مما يقضي على عزلته و اهتمامه و تفكيره في نفسه التي تعد من أسباب ظهور الوساوس، كما يتيح له الفرصة في التنفيس الانفعالي و التعبير عن التوترات التي تنشأ نتيجة الصراع و الإحباط الذي ينتابه .
•
العلاج الطبي: يعتبر هذا العلاج الذي لا مفر منه في كل الحالات، ومن الأدوية المستخدمة في نطاق واسع نجد الماسا التي هي عبارة عن مثبطات استرجاع البروتونين الانتقائية
(Selective Serotonin Reuptake Inhibitors ) و اختصار العبارة هو SSRIS وهي مجموعة عن مضادا ت الاكتئاب التي تعمل عملها سواء في علاج الاكتئاب أو في علاج الأفكار التسلطية. و تفيد أحيانا بعض الأدوية المادة للقلق و الاكتئاب، و التي تساعد على تخفيف التوتر والاكتئاب المصاحب للوسواس، مما يجعل المريض أكثر على مقاومة مرضه، ومن هذه الأدوية المفيدة في هذا المجال Sibon التي تسمى بحبوب السعادة أحيانا، و الانديرال inderal و الانسيدون insidon ،و الكونكوردين concodin ،و الافينتيال aventyl ، اوبلفون oblivon ، نارديل nardil ، فاليــــوم valium ، أنلفـــرانيل anafranil ، فــــلوكستين fluasctine ، بروزاك prozac . أما الحالات التي لا تستجيب للدواء و تتدهور بسرعة يمكن أن تخضع للعلاج الكهربائي أو يتم تحويلها إلى جراحة المخ و الأعصاب.
•
العلاج الجراحي: و هذا يحدث في حالات شديدة الوسواس، ونادرة الحدوث، يقوم الطبيب بقطع الألياف العصبية الموصلة بين الفص الجبهي في المخ و التلامس، ولا ينصح بإجراء هذه العمليات إلا بشروط وهي:
-تكون الحالة لها تاريخ مرضي طويل، واستخدمت العلاجات السابقة و لم تنجح.
-عدم القدرة على مسايرة الحياة و التأقلم مع المجتمع.
-يجب التأكد من أن المرض وراثي أي موجود في تاريخ العائلة.
و هذه العمليات لا تلغي الوسواس و لكنها تخفف من شدة التوتر و القلق.
منقول من مذكرتي للتخرج ( دراسة عيادية لمرض الوسواس القهري لدى عينة من الراشدين بمدينة غرداية)