طرق التكفل بذوي الاحتياجات الخاصة

تعتبر الإعاقة بمختلف أنواعها

ظاهرة مست جميع المجتمعات منذ أن وجد الإنسان لذا فهي ظاهرة إنسانية و اجتماعية

ومنذ 1962م وبناء علي المادتين 81 و116 من الدستور والجزائر تبذل جهودا معتبرة من

خلال سياستها الاجتماعية لتربية ورعاية الطفولة المعوقة من خلال إنشاء مؤسسات

متخصصة لاستقطاب المعوقين بالإضافة إلى تأسيس مراكز وطنية لتكوين المربين المؤهلين

في التربية الخاصة وتعتبر فئة المتخلفين ذهنيا ضمن هذه الشريحة التي تحتاج إلى

تكفل ورعاية .


تــــعريــف الـــتكفــل:

هو عملية يقوم بها المجتمع كهيئة لتحقيق

مجموعة من الأهداف تسمح بالوصول بالفرد إلى ضمان حقوقه والإحساس بالعدالة في وسط

المجتمع, وهو أيضا وسيلة نفسية اجتماعية لتوعية الفرد بذاته,وبأنه قادر على

التواصل مع الأخريين لتحقيق استقلاليته,من خلال تنمية القدرات والمهارات

واستغلالها أحسن استغلال .

أهـــمـــية التــكفـــــل:

تكمن أهمية التكفل في كونه وسيلة لإدماج الفرد

من ذوي الاحتياجات الخاصة, من الناحية

النفسية الاجتماعية ومهنية،توعية أفراد المجتمع بضرورة النظر بموضوعية

وبعدل لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة للقضاء على نظرة النقص أو التحقير أو الشفقة,

لمنح الفرد فرصة العيش وتحقيق استقلالي بتنمية قدرته الحركية الاجتماعية والعاطفية

فيصبح قادر على العيش في المجتمع.

تــــعريــف الـــتأهــيل :

هي عملية المرافقة والإرشاد والتوجيه ومساعدة

الأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة على استغلال قدراتهم ومواهبهم في القيام بالعمل

الذي يلائمهم, للوصول بهم للتكفل بالنفس

وبالأسرة, والتأهيل هو وسيلة للاسترجاع وإحياء وإنعاش لقدرة واحدة أو

لمجموعة من القدرات الكامنة المفقودة بسبب الإعاقة.

الـــــــــتكــفـــــــــل الــــــنفــــــــــــــــسي

يحتاج الطفل المتخلف ذهنيا إلى مجهود كبير في التكفل النفسي وهذا نظرا لطبيعة الإعاقة التي

تسبب له الكثير من الصعوبات ة التي يعاني منها و الاضطرابات النفسية والسلوكية وهنا يكمن

دور الأخصائي النفسي عند إجراء أول مقابلة يكون الهدف منها عادة التعرف على تشخيص

حالة الطفل و تحديد قدراته وذلك عن طريق الملاحظة وجمع المعلومات من الأم التي

عادة ما تكون مرافقة للطفل تدون الأخصائية المعلومات المتحصل عليها في بروتوكول

الفحص العيادي و الذي يشمل على :

- معلومات عامة عن الطفل

- سبب الفحص

- الوضع الحالي للأبوين

- فترة الحمل

- نوعية الولادة والمشاكل التي صادفتها

- حالة الطفل

- النمو النفسي الحركي للطفل

- النمو الوجداني و السلوكي

- الاستقلالية

- الحوادث المميزة في الطفولة

- الصعوبات السيكولوجية للطفل وفي الأخير خلاصة المقابلة والإرشادات العلاجية

يستخدم الأخصائي مجموعة من الاختبارات بعضها لتحديد قدرات

الطفل والعمر العقل لديه ودرجة ذكائه وبعضها لتشخيص الاضطرابات النفسية والسلوكية

المصاحبة للتخلف ومن الاختبارات التي تهدف لتحديد درجة ذكاء الطفل مثل :

* اختبار كولومبيا أو سلم النضج العقلي

* اختبار القدرات (إدراك الألوان إدراك الأشكال إدراك الأحجام والذاكرة و الصورة

الجسمية )

* اختبار رسم الشخص

وعن الاختبارات التشخيصية للاضطرابات السلوكية نجد اختبار :

*رسم العائلة

*اختبار رسم الشجرة

يصاحب التخلف الذهني عادة مجموعة من الاضطرابات النفسية والسلوكية فنجد عند هذه الفئة :

- عدم الاستقرار النفسي الحركي ( فرط الحركة )

- الخوف

- الخجل

- العدوانية التي تكون بارزة بشكل واضح

- الامتناع عن الكلام

وفي حالة ما إذا كان الطفل قد التحق حديثا بالمركز نجد لديه الانطوائية التي سرعان ما تختفي

بالتأقلم مع الوضع الجديد .

يهدف التكفل ذهنيا بالدرجة الأولى كما يوجد مجموعة من الأهداف الفرعية يسعى الأخصائي

إلى تحقيقها وهي:

- تحقيق الاستقرار و الاستقلالية للطفل النفسي هو تحقيق الدمج الاجتماعي للطفل المتخلف .

- تعزيز ثقة الطفل بنفسه .

- اكتشاف قدرات الطفل وتنميتها سواء كانت معرفية نفسية اجتماعية حركية تعليم الطفل

المهارات اليومية العادية مثل : طريقة الأكل كيفية الجلوس .

- تعليم الطفل المهارات الاجتماعية الضرورية مثل العلاقات الاجتماعية ، إنشاء الصداقات ،

السلوك الملائم في المناسبات مواكبة التغيرات المهمة الحرجة في حياة الطفل المتخلف

كمرحلة المراهقة والبلوغ .

التكفل التربوي (البيداغوجي )

يتم التكفل التربوي البيداغوجي بالأطفال المتخلفين ذهنيا بإشراف أخصائي تربوي ومجموعة

من المربين وذلك بهدف تحقيق استقلالية الطفل ودمجه اجتماعيا ومهنيا يتم تقسيم الأطفال

المتكفل بهم داخل المركز إلى مجموعة من الأفواج حسب السن والعمر العقلي وقدرات

الأطفال و احتياجاتهم يحوي البرنامج المخصص لهذه الفئة مجموعة من المحاور وهي :

*التربية الحسية * "النشاط البدني المكيف "

*النشاطات الفكرية * " نشاطات ترفهيه "

*التربية الاعتيادية * " تربية لغوية"

*الصورة الجسمية * " الأشغال اليدوية "

أما الورشات فهي تهدف إلى تدريب الأطفال وتأهيلهم للحياة المهنية وبدورها تنقسم الورشات

إلى ورشات تدريب وورشات علاجية :

ورشات التدريب

تتمثل في:

ورشـــــة الطـــين

ورشـــــــة الرقــــص

ورشـــــة الجـــلد

ورشـــــة الخشب

ورشـــــة الفلاحة

ورشة الأصالة (الأناقة )

أما ورشة العلاجية تتمثل في:

ورشة الرقص

ورالمسرح

ورشة اللعب

ورشة الاناشيد

ورشة الاشغال اليدوية

وتهدف الورشات إلى تنمية عدة

جوانب في شخصية الطفل المتخلف ذهنيا إلى :


الجانب العلايقي : محاولة دمج الطفل في المجتمع من خلال تعامله مع زملاءه والمربين

الجانب الفكري : تعلم العد والحساب و الكتابة والتخطيط

الجانب اللغوي محاولة تعلم الطفل واكتساب اللغة من خلال التكفل الأرطفوني


الجانب السلوكي : وذلك من خلال تعديل سلوك الطفل المتخلف ذهنيا وتعليمه عادات

وسلوكيات صحيحة ومقبولة

ويتم دوريا اختبار قدرات الأطفال من خلال عدة اختبارات ليتم بناء وتعديل البرامج التربوية

على أساس قدرات واحتياجات الأطفال المتخلفين ذهنيا ومن الاختبارات المستخدمة لهذا

الغرض :

– الألعاب التركيبية : اختبارالشكل والحجم واللون

– اختبار البطاقات : الأرقام والحروف والألوان

- كراس التخطيط : دراسة الخط و التخطيط كما يجب أن تبرمج أنشطة البرنامج في الفترة

الزمنية المناسبة لها مثلا * الأنشطة الفكرية والتربوية تكون في الفترة الصباحية

* الورشات تكون في الفترة المسائية

النشاط البدني المكيف : عبارة عن مجموعة رياضات مكيفة حسب قدرات وحاجيات هذه الفئة

مثل السباحة كرة السلة ، كرم القدم ...

الخرجات البيداغوجية : تكون مكملة للبرنامج التربوي مثل السوق ، المستشفى ، المطار ،

الدرك ، ....

الخرجات الترفيهية : رحلات ، زيارة حدائق ....

بالنسبة للمنهجية المتبعة في التعامل مع هذه الفئة توجد عدة طرق ولكن أكثر الطرق استعمالا

هي طريقة سوقان و تتم

عبر ثلاث مراحل هي :

المرحلة الأولى : تعتمد على السمع و الرؤية وفيها يقوم المربي بالتحدث عن أمور معينة و

الهدف منها هو جلب اهتمام الطفل

المرحلة الثانية : وفيها يقوم المربي بالطلب من الطفل أن يعيد أو يكرر ما كان يقوم به أي تقليد

المربي

المرحلة الثالثة : يطرح المربي على الطفل سؤال ويتركه يجيب .

تركز هذه الطريقة على الحواروتعتمد على التقليد وتهدف إلى تحليل النشاط التربوي إلى

مجموعة من العناصر حتى يسهل انجازه .

التكفل التربوي نموذج ( ورشة الخياطة )

يتم توجيه الأطفال المتأخرين ذهنيا إلى الأقسام أو الأفواج بناء على قدراتهم العقلية التي تم

تحديدها من قبل الأخصائي النفسي العيادي بعد ذلك تقوم المربية بإخضاع الأطفال لفترة

ملاحظة تدوم شهرا أو أكثر إن لم تكن على معرفة سابقة بالفوج الذي تشرف عليه وخلال هذه

الفترة تقوم ببغض التمارين أو المراجعات للمعارف والمكتسبات مثل

* الحساب : من 1 إلى 5 أو من 1 إلى 10

* الألوان : معرفة الألوان الأساسية

الأحمر، الأخضر، الأزرق

* التخطيط : رسم خط ، نقطة ، مستقيم

وهذا من اجل تحديد قدراتهم واحتياجاتهم لدمجها ضمن البرنامج البيداغوجي مع مراعاة

توجيهات وملاحظات الأخصائي النفسي و الأخصائي الأرطفوني و بمصادقة من المختص

التربوي وبهذا يتم بناء برنامج متكامل من اجل تكفل أحسن يحتوي البرنامج

على مجموعة من المحاور لا تتغير وانما مضامينها تتغير حسب نوع النشاط والتقسيمات

الزمنية للبرنامج :

نوع النشاط

الثلاثي الأول

الثلاثي الثاني

الثلاثي الثالث

تربية فكرية

حسابات مهنية معرفة الوقت

القياسات(سم)معـــــــرفة الـــــنقـــــــــــــود

القياسات(سم )معـــــــرفة

الـــــنقـــــــــــــود

تربية دينية

فوائد العلاقات الاجتماعية

الاستنان – الإحسان – الطهارة

الأمانة ، سورة الإخلاص،الشهادتين

الحياة اليومية

النظافة – الكي

النظافة – الكي

النظافة – الكي

الخياطة

خياطة منديل ، صدرية الرضيع

أفرشة الرضيع

قميص الرضيع – حقائب صغيرة

أفـــــــــــــرشة

الكــــــــــراسي

الطبخ

وجبات خفيفة سلطة خضراء ،

سلطة جزر، بطاطا مقلية ، بطاطا وبيض

تحضير بعض الحلويات الخفيفة

تحضير الخبز

نشاط يدوي

الرسم على الورق ، مزج

الألوان

الطرز ، الرسم على القماش


النسيج الزربية بعقدة واحدة

الزربية بعقدة واحدة

الحلاقة تسريح الشعر ، انجاز جديلة

الجديلة ،استعمال المجفف

غسل الشعر ، استعمال المجفف

الأشغال اليدوية

رسم وجه

رسم رجل

رسم أشكال متنوعة

إضافة إلى الخرجات البيداغوجية

التــــــــــــــكفل الاجـــــــــتماعــــــــي

يخضع الأطفال المتخلفين ذهنيا إلى رعاية و تكفل اجتماعي الهدف منه تحقيق التكامل في

التكفل بهذه الفئة بين المؤسسة المسؤولة وأسرة الطفل ومحيطه الخارجي ويلعب الأخصائي

الاجتماعي دور الوسيط بين الأسرة والمركز فهو يقوم بالعديد من الأعمال أهمها : عند تسجيل

أي طفل للاستفادة من خدمات المركز يقوم الأخصائي الاجتماعي بإجراء تحقيق مطول عن

الطفل و أسرته و البيئة المحيطة به ويحتوي هذا التحقيق على :

– معلومات عامة عن الطفل

– الحالة المدنية للأولياء

– الوضعية الاجتماعية للعائلة

– الحالة الصحية للوالدين الظروف الاجتماعية والثقافية والاقتصادية للعائلة

- التاريخ التطوري للحالة

– النمو الحسي الحركي

– الجانب العلايقي للحالة مع أفراد الأسرة

– الحالة الدراسية

– نظرة الأسرة تجاه الإعاقة

وأخيرا بعض الاقتراحات من قبل المشرف الاجتماعي وخلاصة ما وصل إليه هذا

التقرير ويرفق هذا التقرير في الملف ، كما يستفيد الأطفال المتخلفين ذهنيا من متابعة اجتماعية

من قبل المختص داخل المركزوحتى خارجه أي في البيوت وذلك من خلال الزيارات المنزلية

كمتابعة الحالات التي انقطعت عن المركز أو الحالات كثيرة الغياب وفي حالة ظهور سلوكيات

أو أفعال جديدة وغريبة عند الطفل توجه المربية هذه الملاحظة إلى الأخصائية النفسانية

لمعرفة السبب كما يقوم المختص الاجتماعي بتوجبه دعوات إلى الأولياء أو الزيارة

المنزلية لتحليل الوضع وتقييم الحالة أو من اجل الإرشاد والتوجيه الوالدي .

التكـــــفل الأرطــــفوني:

إن اضطرابات اللغة من أهم نواتج التخلف العقلي لذلك يعتبر التكفل الأرطفوني أمر مهم وهنا

يتخلى دور المختص الأرطفوني في المقابلة الأولية تقوم الأخصائية بجمع معلومات عن تاريخ

الحالة كما تخضع تصرفات للملاحظة لتساعدها في عملية التشخيص ويتم تشخيص

الاضطرابات اللغوية عند هذه بناء على تطبيق عدة اختبارات مثل :

– اختبارا عادة الحروف : تتلفظ الأخصائية بحروف معينة وتطلب من الطفل إعادة الحرف

– اختبار إعادة الكلمات :حذف الحروف ،- تبديلها

- اختبار إعادة الجمل :خلل في تكوين الجملة وهذا من اجل اختبار الرصيد اللغوي للطفل

كما تقوم الأخصائية باختبار إخراج اللسان ، إطفاء الشمعة ، ملاحظة سيلان اللعاب

- اختبار الصور

- اختبار رسم الشخص

- رسم العائلة

يظهر عند الطفل المتخلف ذهنيا مجموعة من الاضطرابات اللغوية وهي :

– التأخر اللغوي

–البحة (أو إجهاد الصوت )

– التأتاة : وذلك لقلة الرصيد اللغوي وهذه الاضطرابات ناتجة أساسا عن التأخر الذهني

وتستخدم الأخصائية الارطفونية مجموعة من الطرق العلاجية من اجل التخفيف من حدة

الاضطراب وهذه الطرق هي:

- الدلك: وذلك بدلك المناطق المحيطة بالفم بهدف تدريب الأعضاء

– تمارين التنفس

– تصحيح النطق

– تنمية الرصيد اللغوي والتدرب على استعمال

القواعد اللغوية : وذلك بالتعبير عن مجموعة من الصور الموجودة في الحياة اليومية

للطفل ويكون ذلك عبر خطوا ت مثلا صورة عائلة

* ماما وبابا وأختي

* بابا جالس

* بابا جالس يقرا الجريدة

- التعرف على الأشكال والألوان وهذا يتم بالتنسيق مع المربي

– تعليم الطفل الجانبية يمين – يسار

– التموضع الزماني والمكاني فوق- تحت

- الرسم والتعبير عنه

وفي الأخير إن المتخلف ذهنيا فردا من هذا المجتمع وقد ضمنت له القوانين التشريعية حقوقه

حتى تستطيع العيش والتأقلم مع هذا الواقع لذلك يعتبر التكفل بهذه الفئة أمر ضروري ويحتاج

إلى تعليم وتدريب ويجب أن يشمل التكفل كل النواحي التي تمس هذه الإعاقة من تكفل نفسي

واجتماعي وتكفل ارطفوني وتكفل طبي ونفسي حركي وذاك من اجل ضمان الاستقرار النفسي

والاجتماعي لهذه الفئة واستغلال ما لديها من قدرات وإمكانيات ويبقى أن تضافر جميع الجهود

من اجل النهوض بالمتأخرين ذهنيا هو انجح طريقة للنهوض بهم ومن اجل تكفل أفضل .