زهرة الاحسان
عدد المساهمات : 1875 تاريخ التسجيل : 11/11/2010
| موضوع: ساعد أولادك منذ الآن على التفوُّق في «مدرسة» الحياة! السبت ديسمبر 10, 2011 1:42 pm | |
| من الطبيعي أن يحلم كلُّ أب وكلُّ أم بأن يكون أولادهم من بين أفضل الناس في
هذه الحياة.
ولذلك فإنَّ معظم الأهل يسعون إلى أن يروا أبناءهم محقِّقين النجاح في كافة مجالات
حياتهم وسعداء وممتنِّين لما حقَّقوه.
ولكن، هل كنت تعلم أنَّ تحقيق النجاح في الحياة يتطلَّب أن يبدأ ابنك منذ الآن
بتعلُّم دروس الحياة «الذهبية»؟.
يقول خبراء علم النفس والتربية، إنَّ هناك العديد من الدروس التي يجب أن يتعلَّمها
الإنسان منذ الطفولة، بحيث ينمو ليصبح شخصاً بالغاً وناضجاً من الناحية النفسية
أيضاً، وقادراً على مواجهة الحياة بنجاح. 1/ درس الحياة الأول الذي يركِّز على الحياة من المؤلم أن تعلِّم ابنك في مرحلة الطفولة أنَّ الحياة ليست عادلة كما يتوقَّع.
ولكن ينبغي أن يعلم الطفل أنَّ الحياة رغم أنها ليست دائماً عادلة إلا أنها بشكل عام
تكون حياة تستحقُّ منّا أن نعيشها ونستمتع بها.
ويمكن تصوير الحياة بالنسبة إلى الطفل على أنها لعبة كرة سلة مثلاً، ففي حين يكون
مستعدَّاً لمواجهتها إلا أنَّ تصرُّفات معينة من قبل الفريق الآخر تجعل من هذا الفريق
يسجِّل نقاطاً أعلى، ولكن عوضاً عن السماح لمشاعر الخيبة بأن تحبطه وتمنعه من
الاستمرار، ينبغي أن يدفع داخله مشاعر الأمل والثقة بالنفس، وأنه قادر على
تعويض النتيجة لمصلحته.
كما أنَّ على الأهل أن يعلِّموا أطفالهم أن لا يسعوا وراء السعادة.
إذ إنَّ سعي الشخص إلى السعادة لن يدفع به إلى أن يجدها.
وعوضاً عن ذلك، على الطفل أن يسعى إلى تعزيز العلاقات الجيدة مع الآخرين،
ويركِّز على القيام بالأنشطة الجيدة.
وبذلك فإنه لا يمضي حياته باحثاً عن السعادة، بل يعيش حياته بسعادة.
2/ درس الحياة الثاني الذي يركِّز على الآخرين
على الرغم من أنَّ تعليم الطفل أنَّ الناس جيدون بشكل عام لا يكون أمراً سهلاً
بالنسبة إلى الأهل، إلا أنه من الضروري أن يفهم الطفل أنَّ الناس ليسوا سيِّئين،
ولكن خياراتهم التي يتَّخذونها هي التي تعدُّ سيئة.
يقول الخبراء، إنَّ على الأهل أن يساعدوا أبناءهم منذ عمر الطفولة على التفريق ما
بين الشخص بحدِّ ذاته والخيارات التي يختارها.
أي أننا لا نصف الشخص بأنه سيِّئ في حال اتَّخذ خياراً سيئاً، فهو يبقى إنساناً جيداً.
ومن الخطأ أن يتعلَّم الأطفال الحكم على الآخرين من شكلهم؛ فمن أسوأ الأمور
التي قد يتبنَّاها الشخص هو إطلاق الأحكام على الآخرين مِن حوله، بحسب
المظهر أو الشكل أو العمر أو المركز الاجتماعي أو الدين.
إذ إنَّ الأحكام المطلقة بهذه الطريقة لا تكون قائمة على قاعدة متينة، وبالتالي لا تكون
صحيحة تماماً، ما يدفع بالشخص الذي اعتمد هذا الأسلوب إلى ارتكاب الكثير من
الأخطاء التي لا تساعده على تحقيق النجاح في الحياة بشكل عام.
ومن بين أهم الدروس التي يجب أن يتعلَّمها الطفل في سن مبكرة، الاعتذار عن
الخطأ الذي يرتكبه، ويعرف أنَّ تصرُّفه قد آذى شخصاً ما
وبذلك يساعد الأهل طفلهم ليصبح شخصاً ناجحاً في المستقبل، ولا يركِّز فقط
على رؤية الأمور من جانب واحد فقط.
3/ درس الحياة الثالث الذي يركِّز على شخصية الطفل
لا يجب أن يركِّز الأهل فقط على الحياة والأمور من حول الطفل بشكل عام،
من دون أن يركِّزوا على مساعدته في بناء شخصيته المتكاملة أيضاً.
ولكي يكون الطفل قادراً على مواجهة الحياة بنجاح في المستقبل، عليه أن يتمتَّع
بشخصية قوية ومتزنة.
أي أنَّ على الأهل أن يعلِّموا طفلهم أن يدافع عن نفسه في حال لم يتلقَّ معاملة
إيجابية كتلك التي قدَّمها.
وأوضح الخبراء أنَّ على الأهل أيضاً أن يخبروا طفلهم أنه ليس من الضروري أن
يحبَّه الجميع.
وبما أنَّ الكرامة هي الأساس في الحياة بشكل عام ولا شيء يمكن أن يملأ مكانها في
حال فقدها الإنسان، فإنَّ الطفل ينبغي أن يتعلَّم منذ الآن أن يكافح ليعيش بكرامة
وشرف، وأن يتصرَّف بما هو صحيح، وأن يعلم تماماً أنَّ الصدق والنزاهة الركن
الأساسي للشخصية.
وقد يعتقد الكثير من الأهل أنَّ نجاح طفلهم في المستقبل يقوم على تركيزهم على
جوانبه الإيجابية.
ولكن من الأفضل أن يتقبَّل الطفل كلا الجانبين لديه؛ الإيجابي والضعيف، وأن يعمل
على تصحيح الجانب الضعيف. ليستطيع فعلاً مواجهة الحياة بنجاح، على الطفل معرفة أنه قد يكون هناك أناس
أفضل منه، أو حتى أسوأ منه، في ما يتعلَّق بالقيام بالأمور التي يقوم بها عادة، إلا أنَّ
ذلك لا يهمُّ فعلاً، فالأمر الذي يهمّ يتركَّز حول مدى تطور الطفل نفسه، فتطوُّره
الشخصي هو الأهم.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
|