عندما كنت أطالع كتاب عنوانه رسالة إلى ابنتي المسلمة للمؤلف عبد الكافي فعجبني هذا
الموضوع فأردت أن أكتب لكم القليل من موضوعته الهادفة
رسالة إلى الفتاة الجامعية:
أخواتي الفضليات ...
إن قلب المسلم يحتاج ما بين الحين و الحين إلى أن يشحن بالخير ، و أن يسمع كلمات الله
- سبحانه و تعالى - ، و أن يغترف من مجالس الخير الذي يستطيع أن يواصل به الحياة ،
والطالبة المسلمة في حقيقة الأمر لابد أن أكلمها بكلام مثالي ليس من أرض الواقع ، و لكن
لابد من ضرب المثل حتى نستطيع أن نصعد إلى هذا المثل و تلك المثل العليا التي تركها لنا
أسلافنا و أجدادنا من الصحابة و من التابعين و من تبعهم بإحسان .
كلنا نعلم أن الانسان لو مكث أياما ثلاثة أو أربعة دون طعام أو شراب هزل جسده و سقم ،
لذلك لابد من طعام وشراب ، وهكذا قلب المسلم إذا طال عليه الأمد و قضى أياما دون مجلس
علم ، أو مجلس ذكر يذكره بالله تعالى وبركاته ، سقم هذا القلب و صار بينه وبين الهدايا
حاجزاً ، لأن الدنيا تحيد بالأنسان ، وفيها سيئات كثيرة من معاصي جوارح و معاصي قلوب و
أناس قد يشغلون الإنسان عن طاعة الله - سبحانه وتعالى- .
ومن عظمة ديننا الإسلامي أنه لا فصل فيه بين العمل الدنيوي و العمل الأخروي ، أو مابين
عمل الدنيا و عمل الآخرة ، بل عمل الدنيا و عمل الآخرة ، بل على العكس ، في الاسلام الدنيا
مزرعة للآخرة ، بل إن الإنسان يستطيع أن يصير كل حركة من حركاته في هذه الدنيا في
ميزان حسناته حتى و لو أخذت صورة أخرى ، وتستطيع البنت المسلمة إذا أرادت أن تخرج
مع صاحباتها في رحلة أنزهة ، قد نقول : إنها تخص الدنيا ، فإذا نوت الأخت المسلمة بهذا
الأمر وجه الله الكريم – سبحانه وتعالى- ، أخذت متعة الدنيا و ثواب الآخرة ، حتى في الطعام
و الشراب ، في كل حركة من حركات الانسان في حياته يستطيع أن يصير كل عمل في ميزان
حسناته .
مسؤليات الفتاة المسلمة و المحاور الثلاث :
مسؤليات البنت الملتزمة بدين الله – عزوجل- تكبر و تعظم و تصبح أضخم من مثيلاتها
البعيدات عن طريق الله - سبحانه تعالى- ، لأن البنت المسلمة لها ثلاث محاور تتحرك فيها :
المحور الأول : محور الجامعة
المحور الثاني: محور المنزل الذي جاءت منه .
المحورالثالث: محور المجتمع الذي يحيط بها .
المحور الأول : في الجامعة
فأنت بالتزامك الزي الشرعي ، و إلتزامك أوامر الله – عز وجل – و بالتزامك الآداب
العامة ، و القيم و المبادئ التي جاء بها الإسلام ، والتي غرزتها الأعراف غير المنافية لدين الله
– عز وجل – أنت تمثلين الاسلام ، فأي حركة نقص أو أي حركة سلبية من البنت الملتزمة
تحسب على الاسلام فورا ، و قد يتكاسل أب عن الإتيان بابنته إلى مثل هذه الجامعة ( الشرعية
) مثلا إن رأى تصرفا غير مقبول من بنت تتبع الجامهة ، فيعم المسألة ، ويقول : إن بنات
الجامعة الفلانية كذا وكذا .
فأنا أقول أن كل بنت في هذه الجامعة إنما تمثل الإسلام ، تمثله في محاوره الثلاثة :
الجامعة ، و المنزل ، والمجتمع الخارجي.
لماذا قدمت الجامعة على المنزل؟ لأنكن تقضبن أكثر العام مغتربات في الجامعة ،
فحسبنا أن العام اثنا عشر شهرا فهناك – على الأقل – ثمانية أو تسعة أشهر تقضيها الفتاة في
أروقة الجامعة و لذلك ركزت على هذه المساحة أولا قبل أن نرجع إلى المنزل لنرى ماهي
واجباتنا نحو بيوتنا ، وماهي واجباتنا التي يجب أن نؤديها سواء للجامعة أو البنت أو المجتمع
الذي نحيا فية ....
❆ الطالبة و التبرج :
لو دخلت أي مبنى جامعة رأيت بعض الطالبات يجلسن حول منضدة – عشر بتان مثلا - ،
رأيت فيهن سبع أو ثماني بنات يلبسن الزي الشرعي ، ورأيت اثنين تخلتا كلتيهما عن أمر الله –
سبحانه وتعالى - .
أول ما يخطر بالي أنه ربما تكون هذه البنت أو تلك البنت غير مسلمة أي غير مكلفة بأمر
الحجاب فلها عذرها ، و عندما أكتشف أنه ينادى عليها : " يا خديجة" أو " ياعائشة" أو " يا
زينب " . يسقط في يدي أن هذه بنت مسلمة ، و لكن أرادت كما كثير من الأخوات الغير
الملتزمات بالزي الشرعي أن تقول لرب العباد : أعجبني في كتاب الله قضية الصلاة فصليت ،
أعجبتني قضية الزكاة فزكيت ، أعجبتني قضية الحج فقمت بأداء الفريضة طالما استطعت ،
لكن ماأعجبني الأمر بالحجاب فلذلك أرفض هذا الأمر ، فترد الأمر على الآمر ، كما فعل
الأب الأكبر للمعصية وهو إبليس ، عندما قال الله تعالى : ( قال أنا خير منه خلقتني من نار و
خلقته من طين ) " سورة الأعراف الآية 12"
للأسف الشديد نحن نقول بكل بساطة: عندما تأتي الطالبة لتتقدم بعد حصولها على الثانوية
العامة إلى الجامعة ، فتقول إدارة الجامعة لها و إدارة الكلية : أنت مكلفة بدفع مبلغ كذا ..
وعليك عدة مواد و كذا وكذا وعندك فصلين دراسيين ، هذان الفصلان الدراسيين يبدأ أولهما
في اليوم الفلانى ، وينتهي في تاريخ كذا ..أما الفصل الثاني فيبدأ في تاريخ كذا و ينتهي بتاريخ
كذا ... و عندئد حددت الجامعة لك المنهج ، المواد ، اللاجازات ، أي طالبة تغيب عن المنهج
العلمي تنذر أولا ثم تفصل ، وأي طالبة تتغيب عن المحاضرات و الدراسات لمدة كذا ، تعاقب
بكذا و كذا أو تهدد بالفصل ، فتقبل الطالبة كل هذا الكلام ، فلذلك تقبل أوراقها في هذه الجامعة
او الكلية ، أما إن جاءت الطالبة و قالت : هذه المادة تعجبني ، وتلك المادة أيضا تعجبني ، لكن
المادة لا أحبها ، و أنا لا أريد أن أدرس مادة كذا ...عندئد تقول لها إدارة الكلية " معيدة لها
أوراقها " خذي أوراقك و اذهبي إلى أي مكان آخر ، واجعلي أباك يبني لك جامعة أو معهدا ،
وادرسي فيه بالطريقة التي تريدين ، لأننا لا نقبل طالبة ترفض مادة من المواد .
فإذا كان في الكلية ، فما بالنا بكتاب الله عز وخل وهو يأمر بناتنا و نسائنا بأوامر محددة
فتقبل البنت بعضا من هذه الأوامر و ترد البعض الآخر .
في إدارة المدرسة أو الجامعة قبلنا كل الشروط بدون تحفظ ، أما في الأوامر الله –
سبحانه تعالى- فللأسف الشديد و كأننا نريد أن نقول : إن هذا أمر مقبول، وذك غير مقبول ...
هذا أمر اقتنعت به و هذا فلا ،ةحتى إن بعض الأخوات تقول : و الله يعني ... سوف ألبس
الزي الشرعي عندما يأذن الله –سبحانه و تعالى- ، مع أنها علمت و تريد أن تتناسى أن الله –
عز وجل – قد أذن و أمر منذ خمسة عشر قرنا عندما نزلت آية الحجاب : ( يأيها النبي قل
لأزواجك و بناتك و نسآء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين و
كان الله غفورا رحيما ) " سورة الأحزاب الآية 59 " ، إذا هذه القضية مهمة في بداية سلوك
الطالبة الملتزمة : الائتمار بأوامر الله جل وعلى